محمد ياسين منصور
في ليلة كروية لا تُنسى، دوّن نادي باريس سان جيرمان اسمه بحروف من ذهب في سجل بطولات دوري أبطال أوروبا، بتتويجه بلقبه الأول بعد فوز كاسح على إنتر ميلان الإيطالي بنتيجة 5-0، على أرضية ملعب أليانز أرينا في ميونيخ.
ورغم أن الأضواء كانت موجهة نحو نجوم الفريق الباريسي وصناع الإنجاز، إلا أن لاعب ريال مدريد الحالي وباريس السابق، كيليان مبابي، كان الاسم الأكثر تداولًا على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن لأسباب بعيدة عن كرة القدم.
تهنئة لم تشفع له
مباشرة بعد صافرة النهاية، توجه مبابي إلى حسابه على «إنستغرام» لتهنئة ناديه السابق على الإنجاز الكبير، معبّرًا عن فخره بما حققه باريس سان جيرمان، وكتب: “اليوم الكبير قد جاء أخيرًا”.
لكن هذه الكلمات لم تكن كافية لدرء موجة السخرية العارمة التي اجتاحت منصات التواصل، والتي حولت مبابي إلى “بطل ترند” لا علاقة له بنتيجة المباراة.
مبابي يشاهد.. وابل من السخرية
تصدر وسم مبابي يشاهد منصات تويتر وإنستغرام، مترافقًا مع صور مركّبة ومقاطع ساخرة، تُجسد المفارقة المضحكة والمبكية: مبابي، الذي غادر باريس بحثًا عن المجد الأوروبي مع ريال مدريد، يشاهد ناديه السابق يحقق الحلم الذي انتظره لسنوات… من دونه.
الصورة الأشهر كانت لمبابي في وضعية هزلية عاريًا بشكل رمزي، تمثل خروجه من الموسم الأوروبي بلا أي ألقاب، في مشهدٍ فسّره الجمهور على أنه “مجازفة خاسرة” قررها مبابي بمغادرة باريس.
حكيمي.. الفائز الشامت؟
الاحتفالات لم تمر دون إشارات ساخرة أيضًا إلى الصديق السابق كيليان. فقد برزت صور ساخرة لنجم باريس المغربي أشرف حكيمي، وهو يحتفل بالكأس، إلى جانب صور أخرى لمبابي مكتئبًا، وعلّقت الجماهير:
“اللي ثبت على المبدأ، طلع بالكأس”، في إشارة إلى بقاء حكيمي مع باريس بينما قرر مبابي الرحيل.
برج إيفل والأفعى.. صورة بلغة الرموز
أثارت صورة فنية جدلًا واسعًا، أظهرت برج إيفل يخترق جسم الأفعى، في تلميح واضح إلى سحق النادي الباريسي لنادي إنتر ميلان، الذي يُعرف بشعاره على هيئة أفعى.
رأى البعض في الصورة احتفالًا إبداعيًا بالنصر، بينما اعتبرها آخرون تجسيدًا لمدى الحماس الجماهيري المتفجّر بعد سنوات من انتظار اللقب الأوروبي.
بين النجاح والندم.. مشهد مبابي في الميزان
ربما لم يتوقع مبابي، وهو يغادر باريس نحو مدريد، أن يتحوّل إلى محور الترند في ليلةٍ صنع فيها فريقه السابق التاريخ بدونه.
ورغم أن اللاعب يظل من أبرز النجوم عالميًا، إلا أن هذه الليلة ستبقى محفورة في ذاكرة الجماهير ليس فقط كلحظة تتويج، بل كلحظة “ندم افتراضي” اختزلتها آلاف الصور والتعليقات الساخرة.
في كرة القدم، كما في الحياة، الرهان على المستقبل لا يضمن النجاة من خيبات الحاضر… ومبابي يعرف ذلك الآن أكثر من أي وقت مضى.