تعوّل الجزائر على أفراد جاليتها في الخارج، من أجل تحقيق التنمية في البلاد وكذا دعم مسار التغيير في جميع المجالات، من خلال نقل تجاربهم وخبراتهم ومعارفهم. ومن هنا جاءت مبادرة النادي الجزائري للتميز والكفاءات العالية لجمع أهم الكفاءات الجزائرية بالخارج.
اجتمعت الكفاءات الجزائرية خلال يوم دراسي من تنظيم النادي الجزائري للتميز والكفاءات العالية بقصر المؤتمرات عبد اللطيف رحال بنادي الصنوبر، لمناقشة أفضل الطرق الكفيلة بإشراكهم لوضع برنامج يكون جديرا بوضع الجزائر على سكة التقدم دوليا في مختلف المجالات، بالنظر إلى نجاح عدد من الأسماء الجزائرية في المهجر من تبوئ مناصب هامة على رأس اهم الهيئات العالمية في مختلف التخصصات.
وقد كان المنتدى في نسخته الأولى، فرصة عظيمة للجزائريين في المهجر لعرض خبراتهم في التخصصات التي برعوا فيها باعتراف دولي، وهو ما يستوجب على السلطات الجزائرية العمل على استغلال هذه الإمكانيات لبناء الجزائر الجديدة خاصة وأنهم قد أبدوا استعدادهم لتقديم كل ما يلزم للمساهمة في التنمية الوطنية.
وعليه فقد كانت الجلسات التي عرفها منتدى الكفاءات الجزائرية بالخارج المنظم بداية الأسبوع الجاري، ثرية في مضمونها من خلال تنوع المداخلات التي مست مختلف المجالات، ليخرج المشاركون بضرورة تبادل الخبرات والمعرفة وفرص التعاون فيما بينهم، على أمل أن يتضاعف هذا النوع من المبادرات مستقبلا. مع التأكيد على ضرورة تقديم السلطات الجزائرية التسهيلات اللازمة لهؤلاء، مما يتيح إعادة خلق الثقة بين الطرفين.
وقد أكد المشاركون في الندوة الوطنية الأولى للكفاءات الجزائرية المقيمة بالخارج، أهمية خلق بيئة تستقطب الجالية الجزائرية في الخارج للمشاركة في مخططات التنمية الشاملة التي تعرفها البلاد.
وخلال الندوة التي جاءت تحت عنوان “الكفاءات الجزائرية المقيمة بالخارج: دعامة التنمية الوطنية”، بحضور العديد من الكفاءات الجزائرية، تم استعراض خبراتهم ومشاريعهم المستقبلية التي يأملون تجسيدها في الجزائر
وفي مداخلة له خلال افتتاح هذه الندوة، أكد المدير العام للكفاءات الوطنية بالخارج بوزارة الشؤون الخارجية والجالية محمد سعودي حرص السلطات العليا في البلاد على استقطاب الكفاءات الجزائرية بالخارج باعتبارها رأس المال الأعظم والمصدر الذي تنهل منه البلاد لنقل العلم والخبرات والمعرفة .
وفي السياق ذاته كشف سعودي عن التحضير لإطلاق مشروع تعاون يجسد مشاركة الكفاءات الجزائرية في الخارج ميدانيا حسب اختصاص كل فئة ليتولى بذلك المجتمع المدني مكانته الحقيقية في التعاون مع الجهود الرسمية .
وفي ذات الإطار ,أعرب ممثلو الهيئات الرسمية حسب تقارير إعلامية، عن استعدادهم للاطلاع على أفكار االكفاءات الجزائرية والاستفادة من خبرتهم لاسيما أنهم أثبتوا كفاءاتهم وتركوا بصماتهم في الدول الأجنبية المقيمين بها.
وبالمناسبة استعرض عدد من الكفاءات الجزائرية المقيمة في الخارج خبراتهم عبر ثلاث جلسات تتعلق بالتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي والأمن الطاقوي والبيئي وكذا الأمن الصحي والغذائي والمائي.
وتطرق في هذا الإطار الدكتور بجامعة دبي نصر الدين بلقاسم لمستقبل واجهة الدماغ الحاسوبية الذكية في تحسين حياة المعاقين وكبار السن عن طريق الذكاء الاصطناعي وترجمة إشارات الدماغ إلى أوامر.
من جهته أوضح الدكتور أمين بن ساعد المقيم بقطر وهو أحد المشرفين على الجانب الرقمي في تحضير فعاليات كأس العالم بقطر 2022 سبل كسب رهانات التحول الرقمي في النقل واللوجستيك والإدارة الميدانية.
الكفاءات الجزائرية بالخارج: جلسة تقييم
في جلسة تقييم للندوة الوطنية المنعقدة ، جمعت الطاقم المنظم للنادي الجزائري للتميز والكفاءات العالية بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال بنادي الصنوبر. تطرق الحاضرون إلى مختلف الجوانب التنظيمية والتحضير للمراحل المستقبلية للنادي لاسيما كيفيات تفعيل مخرجات الندوة على المستوى الوطني وفي الخارج.
كما ركزت الأشغال على الصدى الإيجابي الذي حققته الندوة بالنظر إلى ثراء المحتوى الذي أبهر المشاركين والمتتبعين من حيث المستوى العلمي الذي تتميز به الكفاءات الجزائرية المقيمة بالخارج.
ليخرج المجتمعون بقناعة أن للجزائر خزان بشري لا يستهان به بامكانه الدفع بالاقتصاد الوطني لمستوى النجاعة وتحقيق ثورة صناعية أكيدة إذا ما استغلت خبراته العلمية والمعرفية.