حاوره نور الدين علواش
-شكرا للرئيس تبون لإعطائه هذه المكانة العظيمة لجامع الجزائر
-جامع الجزائر كسر شوكة محاولات التغريب في الجزائر وإفريقيا
-احتفالية تدشين جامع الجزائر لحظة تاريخية
“جامع الجزائر تجسيد حي لتاريخ الجزائر العريق وثقافتها الغنية
-الهيئات الإسلامية في الجزائر تتميز بالتواصل الفعّال والتعاون المثمر
-كيف لنا أن نتذوق حلاوة رمضان وغزة تنكوي بنيران الصهاينة
-أفخر بالمكانة التي تحتلها الجزائر في قلوب العلماء والدعاة
-الجالية متعطشة لأن تتلقى الدين المعتدل الوسطي
أكد رئيس الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية، الشيخ مهاجري زيان، في لقاء خص بـ “الحوار” أن جامع الجزائر الذي يعد ثالث مسجد في العالم والأول إفريقيا مكسب حضاري، وقطع دابر من يريد نشر التغريب في الجزائر، وأنه يمثل رمزًا للإسلام وتعايشه مع التراث الأمازيغي والعربي، داعيا في السياق ذاته إلى ضرورة نصرة القضية الفلسطينية والوقوف إلى جنب إخواننا في غزة، ويرى ضيف “الحوار” أهمية استغلال جميع الوسائل المتاحة، بما فيها شبكة التواصل الاجتماعي، لفضح ما يقوم به الكيان الصهيوني من جرائم يندى لها جبين الإنسانية حتى تصل فضاعة المحتل الصهيوني إلى المحافل الدولية.
* مرحبا بك كريما وحميما في أرض الشهداء، أين تأخذك عاطفتك في بلد يحظى فيه الشيخ مهاجري زيان بمقام ووقار عند شعبه وأهله؟
عاطفتي نحو وطني لا توصف، فهي رحلة عبر مسارات الذكريات، حيث كل زاوية وكل شارع فيها يحكي قصة من قصص البسالة والتضحية التي خاضها أجدادنا في مقاومتهم للاحتلال الفرنسي الغاشم، هذه العاطفة تدفعني لتعميق الصلة بوطني الغالي وإرثه الثري، وتلهمني لأسهم بشكل فعّال في صياغة فصول جديدة تضاف إلى سجل تاريخنا المشرّف، من خلال استثمار كل ما تعلمته وما خبرته، أسعى لخدمة مجتمعي ووطني، وأطمح لأكون جسرًا يوطد العلاقات بين سويسرا وأوروبا وشبكتي الواسعة في العالم العربي والإسلامي لخدمة بلادي وشعبي.
وأكيد عاطفتي نحو بلدي عاطفة قوية جدا، جياشة ولا تشبهها عاطفة، الجزائر أرض أجدادي وآبائي وطفولتي حيث ترعرعت، فيها تعلمت وفيها تكونت وفيها تلقيت تكويني وتدريبي، وأعتز بتاريخها الذي صنعه أجدادي في العمق التاريخي، أو أجدادي من الجيل الماضي، هذه علاقتي القوية ببلدي أرض الشهداء والمقاومة والإسلام كما نص عليها دستورها، ويربطني بها الحنين، ولولا أسباب تاريخية ما اخترت غير بلدي، لكن الأسباب ومقادير الله تعالى هي التي تسوقنا حيث ينتهي بنا المقام المهني أو العلمي أو الدعوي أو التربوي، وحيث نسهم في خدمة الإنسان والإنسانية حيث حللنا ونزلنا، والناس عيال الله، وحق علينا أن نخدم البشرية جمعاء وهو عمق تعاليم ديننا الحنيف .
* فرحة تدشين الجامع لم تحجب فرحتنا باستقبال علماء أجلاء من أمتنا في صورة قافلة غيث وبركة حلت على سماء الجزائر.. ماذا يقول الشيخ مهاجري زيان عن هذا الحضور الديني الثقيل؟
احتفالية تدشين الجامع الأعظم في الجزائر كانت أكثر من مجرد حدث معماري؛ إنها لحظة تاريخية عكست هوية الجزائر الغنية وانتماءها العميق للأمة المحمدية، رافضةً بذلك أي تبعية للاحتلال الفرنسي السابق، هذا الإنجاز يمثل ردًا قويًا على التحديات الماضية، من خلال بناء أكبر مسجد في إفريقيا والثالث عالميًا بعد الحرمين الشريفين، مع أطول منارة في العالم، على أرض كانت شاهدة على محاولات التغريب، إنه انتصار للسيادة والفخر بالانتماء إلى أمة الإسلام، استقبالنا لعلماء من مختلف أنحاء الأمة، الذين جاؤوا إلينا كقافلة غيث وبركة، قد زاد من روحانية وعمق هذه الفرحة.
هذا الحضور الديني القيم يبرز مكانة الجزائر المرموقة في العالم الإسلامي، ويؤكد على دورها كنقطة التقاء للعلماء والدعاة، أشعر بفخر عميق واعتزاز بالمكانة التي تحتلها الجزائر في قلوب العلماء والدعاة، وأرى في هذا الحضور بمثابة تجديد للعهد بين علماء الأمة لتوحيد الجهود في نشر رسالة الإسلام والعمل من أجل خير الإنسانية، مستلهمين الروح النبيلة التي جسدها بناء هذا الصرح العظيم.
المسجد إن شاء الله سوف يكون منارة من منارات العلم والدعوة والتربية والتزكية بالفضاءات المتنوعة الموجودة، وفيه من دراسات عليا ونشاطات ثقافية ومعارض ونشاطات تربوية ونشاطات تاريخية، تشرفت بحضور هذه الاحتفالية بمعية وفد من علماء أجلاء قد علمهم الناس من خلال الإعلام، وكان الحضور إضافة لبيان مكانة وسمعة ودور هذه المؤسسة التي نسأل الله تعالى التوفيق للقائمين عليها وعلى رأسهم معالي الوزير فضيلة الشيخ المربي مأمون القاسمي .
* تملكون دراية عن جمالية وخصوصية الجامع وعن امتداده التاريخي والحضاري المعبر عن عمق الجزائر.. لو تفضلتم بقراءة موجزة عن الرمزية الكامنة في هذا الصرح؟
جامع الجزائر ليس مجرد صرح ديني ضخم؛ بل هو تجسيد حي لتاريخ الجزائر العريق وثقافتها الغنية. هذا الجامع، بمعماره الفريد ومنارته الشامخة، يمثل رمزًا للإسلام وتعايشه مع التراث الأمازيغي والعربي، معبرًا عن الهوية الجزائرية الفريدة. يقف جامع الجزائر شاهدًا على الانتصارات والتحديات التي مرت بها الجزائر، منذ العهود القديمة وحتى الاستقلال من الاحتلال الفرنسي.
إن بناءه على أرض كانت في السابق مكانًا للتبشير بالنصرانية ومحاولات طمس الهوية الإسلامية، يُعد رمزًا للقوة والصمود واستعادة الهوية الثقافية والدينية للجزائر. كما يعكس جامع الجزائر، بتصميمه المعماري الذي يجمع بين الحداثة والتقليد، الروح الجزائرية التي تتسم بالانفتاح والتمسك بالجذور في آن واحد. من خلال منارته الأطول عالميًا، يشع النور ليس فقط على الجزائر بل على العالم أجمع، معلنًا رسالة السلام والتسامح التي يدعو إليها الإسلام.
إن الجامع الأعظم هو دعوة للتأمل في عظمة التاريخ الجزائري وغناه، وهو يمثل نقطة التقاء للثقافات والحضارات التي شكلت هوية الجزائر. هذا الصرح ليس فقط مكانًا للعبادة، بل هو منارة علم وثقافة، تسهم في نشر العلم والمعرفة وتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على التراث الحضاري والديني.
وفي جامع الجزائر، تتجسد الإبداعية والابتكار في كل زاوية وركن، حيث يمزج الصرح بين العظمة المعمارية والتكنولوجيا الحديثة بطريقة تخدم العبادة والجمالية معًا. ومن بين أبرز مظاهر الإبداع في هذا الجامع، نجد المنبر الفريد من نوعه، الذي يمتلك خاصية مبتكرة للغاية تتمثل في قدرته على الهبوط تحت الأرض عند انتهاء الخطيب من خطبة الجمعة. هذه الميزة تعبير عن الابتكار المعماري والهندسي. بفضل هذا الابتكار، يمكن للناس أن يؤدوا صلاتهم دون قطع للصفوف. تقنية المنبر الهابط تحت الأرض في الجامع الأعظم هي مثال رائع عن كيفية دمج التقاليد الدينية مع التقنيات الحديثة لتحقيق أقصى درجات الفعالية والجمال. إنها تظهر التزام الجزائر بالحفاظ على الإسلام وتعاليمه في إطار يحترم الابتكار والتطور، مما يجعل الجامع الأعظم ليس فقط مكانًا للعبادة، بل أيضًا رمزًا للإبداع والتجديد في العالم الإسلامي.
* ليست مجاملة ولا مسحة ود المجالس، لكنكم فعلا قيمة مضافة في حقل الفكر الديني، ينفذ صوتكم في كل شبر.. حدثنا عن علاقة هيئتكم بدولة الجزائر ومؤسساتها، وهل من مشاريع تنسيق وتعاون في الأفق بعد التدشين الرسمي للجامع؟
إن العلاقة بين هيئتنا، الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية، ودولة الجزائر ومؤسساتها الدينية كالمجلس الإسلامي الأعلى ووزارة الشؤون الدينية وغيرها، تتميز بالتواصل الفعّال والتعاون المثمر، مما يجسد التزامنا بأهداف مشتركة تخدم البلاد والعباد. بالتزامن مع التدشين الرسمي لجامع الجزائر، نلمس فرصة ذهبية لتعزيز هذه العلاقة عبر مشاريع مشتركة ذات أهداف متعددة. نخطط لإطلاق سلسلة من المبادرات التعاونية التي تشمل برامج التبادل العلمي والثقافي، ورش العمل المشتركة، والمؤتمرات التي تجمع علماء ومفكرين من الجزائر وأنحاء العالم الإسلامي. هذه المبادرات تهدف إلى استغلال جامع الجزائر كمنصة للتعارف والحوار والتفاهم المتبادل، وتعزيز الوعي بالتاريخ الإسلامي وثقافته في سياق معاصر.
نعتقد أن هذا التعاون سيشكل حجر الزاوية في بناء جسور التواصل بين الجزائر وسويسرا وأوروبا والعالم الإسلامي بأكمله، مؤكدًا على دور الجزائر كمركز ديني وثقافي متقدم.
نأمل أن تسهم هذه الجهود في تعميق التفاهم المتبادل ونشر رسالة الإسلام كدين يدعو إلى السلام والمحبة بين كافة البشر.
* ما دمنا بصدد الحديث عن أعظم الشهور.. كيف تكتمل فرحتنا الدينية والعاطفية والروحية وجزء أصيل من أمتنا يباد في غزة؟
أكيد رمضان هذه السنة يحمل ألمًا في نفس كل عربي وكل مسلم وكل حر، الجميع يشعر بالمرارة والحسرة والألم نتيجة ما يحدث في غزة، رمضان تحت القصف والإبادة والهلوكوست، الصهاينة يقومون بإبادة الأطفال والنساء وهم يحملون الخبر أو الطحين ويضربون في العراء، هي إبادة أجمع عليها الناس شرقا وغربا وشاهدها الجميع، تقتيل الشعب الأعزل جريمة بكل المعايير، فكيف لنا أن نتذوق حلاوة رمضان وفينا من المسلمين وشريحة من الأمة الإسلامية تعيش رمضان تحت النار والجحيم والجلد بالرصاص والصواريخ، فهم ليسوا متألمين من الجوع الذي قد نشترك فيه كبشر، بل هم في رمضان يتألمون بسبب الرصاص والصواريخ والدمار والجوع المفروض عليهم منذ شهور، وليس بسبب الجوع الذي نتقدم به تعبدا لله تعالى، نسأل الله تعالى لإخواننا في غزة العافية والسلامة، وندعو مع أحرار العالم لوقف الحرب والإبادة، ووقف سحق الشعب الذي يباد يوميا بأطفاله ونسائه وعجائزه وشيوخه، وصمة عار للحضارة الغربية المعاصرة، كيف لها أن تقبل علي المباشر أن يباد شعب بأكمله لا ذنب له إلا أنه تمسك بأرضه وأرض أجداده التي هي فلسطين كل فلسطين .
* ماذا يقول الشيخ مهاجري لأهل غزة في هذه الظروف؟ وما تقترحه كخيارات صد لمقارعة هذا الجور المسلط من نظام عالمي ظالم؟
إلى أهلنا الأعزاء في غزة، رموز العزة والصمود، وسط هذه الظروف العصيبة التي تحيط بكم، أتوجه إليكم بكلمات مفعمة بالدعاء والتضامن والأمل، إن شجاعتكم وصمودكم أمام التحديات هو تجسيد حي لأسمى قيم الإيمان والتوكل على الله. تيقنوا بأن الله مع الصابرين، وأن صبركم ونضالكم نتيجته النصر في الدنيا وجنة الخلد في الآخرة. لتستلهموا من تضحيات الشعب الجزائري، التي خُلدت في ذاكرة التاريخ، كيف أنه في يوم واحد، 8 مايو 1945، قام الاحتلال الفرنسي بمجزرة راح ضحيتها 45,000 من أبناء سطيف وقالمة وخراطة، رجالاً ونساءً وأطفالاً، لم يكن ذنبهم إلا تطلعهم للحرية والاستقلال. هذه الواقعة تذكرنا بأن الطريق نحو العدالة والحرية قد يكون مليئاً بالتحديات، ولكن النصر سيكون حليف الصابرين، أمام الظلم الذي يُمارس ضدكم من قبل نظام عالمي يغض الطرف عن معاناتكم، من الضروري أن نجتمع كأمة واحدة، متحدين في سبيل قضيتكم العادلة، مستخدمين كافة السبل الممكنة لإيصال صوتكم عالياً إلى كل أرجاء العالم.
ونقترح الآتي: تعزيز الوحدة الإسلامية: نبذ الفرقة وتوحيد الصفوف والجهود الإسلامية لدعم قضيتكم بقوة وتأثير، مستحضرين روح المؤتمر العالمي بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي بجوار الكعبة المشرفة في شهر رمضان المبارك، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، والذي شهد تأكيداً على ضرورة نصرة القضية الفلسطينية والوقوف إلى جنب إخواننا في غزة.
التوعية والتعريف بالقضية: استغلال كل منبر متاح، من التواصل الاجتماعي إلى المحافل الدولية، للفت الانتباه إلى وضع غزة الإنساني.
الدعم الإنساني والمادي: تنظيم حملات إغاثة لتلبية الاحتياجات الملحة من مواد غذائية وطبية ومأوى.
الضغط الدولي: العمل مع المنظمات الدولية لتسليط الضوء على معاناتكم والضغط من أجل إنهاء الحصار.
دعم القانون الدولي: استغلال الفرص القانونية للمطالبة بالعدالة لأهل غزة ومحاسبة المسؤولين عن العدوان. في هذا السياق، نُثمن عاليًا المبادرة التي قامت بها جنوب إفريقيا بمقاضاة العدوان الإسرائيلي وإصدار حكم بجرائم الحرب والإبادة التي ارتكبت ضد شعب غزة.
إن المسير قد يكون طويلاً ومحفوفاً بالتحديات، لكن بالإيمان بالله والتمسك بالعزيمة والوحدة بين أفراد أمتنا، سنتجاوز هذه المحن ونصل إلى فجر جديد يُشرق بالحرية والكرامة لأهل غزة ولكل المستضعفين في الأرض.
دعائي لكم بالصبر والثبات وأن يمّن الله عليكم بالنصر المبين. ولنا في قوله تعالى “إن مع العسر يسرا” تذكرة بأن فرج الله قريب.
دعونا نجدد العهد في هذه الأوقات العصيبة بأن نظل صفاً واحداً، متكاتفين في دعمنا لغزة، مؤمنين بقضيتنا العادلة ومؤكدين على أن العدالة والحق ستسود في النهاية. “إن مع العسر يسرا”، ليس فقط وعدًا إلهيًا، بل هو منهج حياة يُظهر إيماننا بأن بعد الصبر تأتي الفرج، وبعد الظلم تأتي العدالة.
لأهلنا في غزة، أنتم لستم وحدكم، فقلوبنا وأدعيتنا وجهودنا معكم دائمًا، متحدين في الدعاء والعمل من أجل غد أفضل.
* فريضة الصوم لها وقع خاص في النفوس بما في ذلك غير المسلمين.. كيف تستثمرون دينيا في هكذا مناسبات، ومن ثم حمل الإسلام كدين السماحة والخلاص والرحمة؟
أكيد رمضان نستثمره في التعريف بالإسلام وتقوية التواصل مع غير المسلمين من جيراننا وأصدقائنا، وكبار رجال الديانات الأخرى، والمؤسسات الأخرى غير المؤسسات الإسلامية، نستثمره في التعاون والتزاور وتقديم الهدايا وتنظيم موائد إفطار جماعية يحضرها كبار المسؤولين وكبار رجالات الديانات الأخرى، بحيث يتعرفون على ديننا وبعض أخلاقنا السامية، خاصة الأخلاق الرمضانية من تعاون وتسامح ومحبة وسلام، ونحن دائما نستثمر هذا مثل كثير من المنظمات العالمية وبعض الدول الإسلامية التي فيها تنوع ديني كبير جدا، ويجعلون رمضان موائد خاصة بحيث يجتمع علي الطاولة الواحدة كل الديانات، وهم يلتفون علي طعام حلو وبحوار حلو وبقيم أحلى .
* الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية عادت منارة فخر.. كما عادت مزارا للعديد من الأقلام والقامات.. هل من حقنا زيادة سقف الأحلام؟
طبعا سقف أحلامنا في الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية غير محدد، يزداد باستمرار ارتفاعا وسموا، كلما تطلعنا لإنجاز أعلى، كل هذا بتعاون صادق مع الرجالات، الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية لها رجالات كثر من دعاة وعلماء ومفكرين في مختلف المراكز الإسلامية والدول الإسلامية، نحن نعمل بتنسيق ونجسد برامج وأفكار إخواننا في مختلف المراكز، لهذا دائما نطمع في الزيادة ورفع السقف كلما حققنا قلنا لا بد لنا من زيادة، نحن فخورون بإسهامات إخواننا، وفخورون بإنجازاتنا التي يشهد بها المنصفون في أوروبا وغيرها من إعلاميين من خلال كتاباتهم، ومن رجال الدعوة والفكر والتربية من خلال استضافتنا لهم ومشاركتهم لنا في احتفالاتنا في رمضان من خلال قراءة القرآن ودروس الوعظ والإرشاد والتوجيه. الجالية متعطشة لأن تتلقي الدين المعتدل الوسطي بفقهه وأخلاقه ومواعظه وسيرته، فنحن إن شاء الله تعالى ما زلنا على العهد، ونسعى لأن نكون في المستوى، أما عن أنفسنا فلا نرضى عن أنفسنا أن نعتبر مقصرين لأن الجالية تستحق الأكثر وتطلب الأكثر، والجالية غالية علينا، ولا بد أن نقدم لها الأغلى بما هو مقدور عليه في هذه الأيام، ونعدهم بأن تكون لنا برامج أكثر فاعلية وأكثر تطورا وانتشارا، معروف عند كثير من المتابعين لنشاطنا أن الهيئة رغم طموحاتها العالية وبرامجها العالية، فإن إمكاناتها محدودة ومبنية على إسهامات الأصدقاء فقط وإسهامات أبناء الجالية وبعض التبرعات المحدودة، ونسعى لأن يزداد الأمر من خلال المشاريع التي أطلقناها وروجنا لها في موقعنا وصفحتنا ومجلتنا “لتعارفوا” نرجو أن يتعاون الجميع، والخير إن شاء الله موجود ودائم، ونحن في الانتظار. معا نسمو ومعا نصل إن شاء الله .
* لكم واسع الحرية في قول ما تشاؤون..
أتقدم بجزيل الشكر لفخامة الرئيس عبد المجيد تبون لإعطائه هذه المكانة العظيمة لجامع الجزائر، ولتوفيقه في اختيار شخصية بقامة معالي الشيخ مأمون القاسمي لإدارة هذا الصرح. إن الاختيار الدقيق لشخص يتحلى بصفات الصلاح والتقوى والزهد في المناصب يعد دلالة على التوفيق والنجاح. أدعو الله أن يمنح معالي العميد البطانة الصالحة التي تعينه على تحمل هذه المسؤولية الجسيمة وتساعده في إدارة هذا المعلم الديني والثقافي بحكمة وفعالية، كما أثمن اللفتة الطيبة من الرئيس تبون عند افتتاح الجامع وبعد الانتهاء من صلاة الظهر، وكنت خلفه، إذ طلب من معالي العميد الدعاء لإخواننا في غزة. هذا الموقف يعكس التوافق والانسجام بين قيادة الجزائر وشعبها في دعم فلسطين والقضايا العربية والإسلامية.
أغتنم هذه الفرصة لدعوة رئيس الجمهورية إلى قيادة “حلف فضول” جديد، يجمع العقلاء والمخلصين لإنقاذ العالم من العبث المميت والقاتل للأنفس والإنسانية، والقيم، والمبادئ والأخلاق. تحالف عالمي لمواجهة التحديات الراهنة كتغير المناخ، الأمراض الوبائية، الفقر، الهجرة، والأمن السيبراني. حلف جديد من أجل إنقاذ فلسطين وغزة، وحفظ موروثها الحضاري والإنساني.