نورالدين علواش
تتزامن ذكرى النكبة الفلسطينية الـ 77 مع ما يواجه الشعب الفلسطيني من استمرار العدوان الدموي في قطاع غزة الجريح الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية لم تشهدها المنطقة سابقا، من قصف، دمار، تجويع وتهجير قسري يمارسه الاحتلال الصهيوني ضد مئات الآلاف من الغزاويين على مرأى ومسمع من العالم أجمع.
في هذه الذكرى الأليمة، يظل الألم والغضب حيًا في قلوب الملايين من الفلسطينيين والمسلمين حول العالم، إذ يمثل يوم النكبة اللحظة التي فقد فيها الفلسطينيون أرضهم وبيوتهم، وبدأت معاناة اللاجئين التي استمرت لعقود.
في 15 ماي 1948، ومع إعلان قيام “دولة الكيان” المزعومة، تم تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من ديارهم، ودمرت العديد من القرى والمدن الفلسطينية. هذه الأحداث لم تكن مجرد مواجهات عسكرية، بل كانت سياسات ممنهجة لتهجير السكان الأصليين وإحلال مهاجرين يهود بدلاً منهم.
الذكرى 77 ليوم النكبة ليست مجرد تذكير بالماضي، بل هي دعوة للعمل من أجل مستقبل أفضل للفلسطينيين ويجب على المجتمع الدولي – الذي يواجه تهم التخلي عن شعب بأكمله وعن قضية عادلة – أن يتحمل مسؤولياته كاملة غير منقوصة تجاه القضية الفلسطينية.
في هذه الذكرى، يتحرك ملايين الخيرين عبر العالم تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعمنا لحقوقهم المشروعة في الحرية والاستقلال، مدركين أن النكبة ليست مجرد ذكرى، بل هي واقع يعيشه الفلسطينيون يوميًا، ويجب أن يعمل الجميع كل في موقعه لإنهاء هذا الواقع وتحويل الألم إلى أمل في المستقبل.
في الذكرى 77 للنكبة الفلسطينية، لا تزال المجازر الصهيونية في غزة مستمرة و لم تتوقف شلالات الدم، منذ اندلاع طوفان الأقصى، فالاحتلال الصهيوني يمارس سياسات القتل والتهجير، ويعاني الفلسطينيون من انتهاكات جسيمة ومجازر فضيعة، حيث نسجل لحد الان أزيد من 100 ألف بين شهيد وجريح، دون الحديث عن الاف البيوت التي سويت بالأرض، وعن الكارثة الانسانية التي يعيشها الغزيون في ظل الحصار وغياب أبسط مقومات الحياة، من ماء وخبز وطحين وأدوية، وخروج عشرات المستشفيات عن الخدمة، فمن لم يمت في غزة بالقصف والدمار والقنابل المحرمة دوليا، يموت جوعا أو عطشا.
وأمام استمرار المجازر الوحشية وذكرى يوم النكبة، لا يزال الشعب الفلسطيني ينتظر من المجتمع الدولي إنصافه ورفع الظلم التاريخي الذي لحق به والمعاناة والعدوان والاحتلال وتمكينه من استرداد حقوقه الوطنية المشروعة، بما فيها حقه في تقرير مصيره واستقلاله الوطني الكامل وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وحقه في العودة إلى دياره، والوقف الفوري للعدوان، فالعدالة والسلام لا يمكن أن تتحققا دون إنهاء الاحتلال.