- تنظيم كان 2025 حسم وتم ترتيب كل شيء للمغرب
• حاوره: جمال فراني
- حفيظ مرحبا بك معنا هنا في ضيافة “الحوار”
بداية أريد أن أوجه لـ”الحوار” والساهرين عليه الذين أتاحوا لي الفرصة للحديث عن العديد من الأمور المتعلقة بالرياضة الجزائرية وحتى العالمية، بما أن الحدث كان في الفترة الأخيرة مونديال قطر.
- أولا نتحدث عن كأس العالم 2022، والذي عرف نجاحا منقطع النظير، كيف عشت أنت الأجواء هناك؟
في الحقيقة الحدث كان كبيرا، ومميزا جدا، فالقطريون قاموا بتنظيم مونديال استثنائي، لم يحدث في تاريخ المنافسة منذ انطلاقتها في 1930، لكن العديد لا يعرف أصل الحكاية التي بدأت في 2010، حين حصلت قطر على هذا الشرف، حيث شكل مفاجأة كبيرة بالنسبة لنا، في ذلك الوقت، وبالنسبة للكثير من الناس.
- حملة مغرضة ضد البلد المضيف سبقت هذه الدورة، ما السبب وراء ذلك؟
المجتمع الغربي كان يعتبر العرب متخلفين، وأنهم لازالوا يركبون الأحصنة والجمال، وليس لديهم الخدمات ويحتقرون المرأة، ومختلف فئات المجتمع ليست لديها حقوق، وقبل سنتين استفاقوا من ذلك الحلم، ليجدوا قطر جاهزة من كافة النواحي لاحتضان هذا الحدث، رغم صغر مساحتها، بدأت الحملات الإعلامية الغربية، فقد كان في البداية كلام عن رشاوي، وممارسات غير شرعية للفوز بالتنظيم، وكانت فيه الكثير من التحقيقات.
- كيف نجحت قطر في دحض كل تلك الحملات ؟
قطر كانت تمتلك آنذاك نصف ملعب هو ملعب خليفة وحدثت فيه ثلاث تحويرات ليصبح على ما هو عليه اليوم، و7 أخرى لم تكن موجودة تماما، مختلفة عن ما هو موجود في العالم، وبالموازاة مع ذلك شيدت الكثير من المنشآت، بداية بالبنية التحتية، منها الميناء، المطار الدولي، الطرقات، المترو، كما تطورت الخدمات الاجتماعية البسيطة، منها ما هو متعلق بالهاتف، والبنوك، بحيث باتت تمتلك أفضل منظومة بنكية في العالم، بالإضافة إلى منظومة صحية، وهو ما جعلها من أحسن الدول في شتى الميادين، وأنا دائما كنت أقول أن من خطط ومن شيد ومن قرر يجب أن ترفع له القبعة سواء كان قطريا، أو عربيا أو أجنبيا، لأنهم هناك ليس لديهم عقدة تجاه الجنسية، أو اللون أو المكان الذي جئت منه، بل يقدرون العلم وأصحاب الأفكار النيرة، وركزوا على النخبة منذ بداية التسعينات.
- لكن الوصول لذلك المستوى لم يأت من العدم؟
هذه حقيقة فقطر بدأت من القاعدة، فقد نظمت بطولات خليجية، ثم آسيوية، ثم عربية، ووصلت للعالمية، في جميع التخصصات، سواء كرة القدم، كرة اليد، ألعاب القوى، وكل الرياضات الأخرى، لذلك فان المنظومة التي تسير عليها قوية، وساعدتها في مقاومة الحملات التي شنها الغرب ضدهم، خاصة وأنهم عملوا في سرية تامة، وعندما حان موعد الدورة، زادت حدة الحملات التي تنادي بحقوق العمال، ثم حقوق المثليين ثم حقوق المرأة، لكنهم لم يصلوا إلى نتيجة، بما أن القطريين ركزوا على كافة التفاصيل الصغيرة التي شكلت علامة فارقة.
- الترويج للثقافة القطرية والعربية والإسلامية كان ميزة في هذه الدورة، كيف وجدت ذلك؟
أكثر شيء أكد أن القطريين خططوا لكل التفاصيل الصغيرة، ما حدث بعد تتويج الأرجنتين، بارتداء ميسي للبشت القطري لحظة رفعه كأس العالم الأولى له، ستبقى راسخة في الأذهان، وسيأتي طفل بعد 50 سنة يقول ما الذي ارتداه ميسي آنذاك، وستبقى هذه الصورة محفورة دائما، لذلك فان من خطط لهذا الأمر، هو عبقري، ويدرك جيدا ما يفعله.
- 220 مليار دولار أنفقت من أجل تنظيم هذا المونديال، هل ترى أن هذا الرقم معقول مقارنة بروسيا مثلا؟
قطر لم تنفق 220 مليار دولار من أجل تنظيم المونديال، بل أنفقتها من أجل بناء بلدها، فقد شيدت ميناء عالمي، ومطار دولي، والعديد من المرافق العامة، فهذا التنظيم كان فرصة لقطر من اجل الوصول إلى ركب الدول الكبرى، كما يجب أن لا ننسى أنه منذ سنوات انخفضت أسعار الغاز، بالإضافة إلى مخلفات فترة “كورونا” ونتائجها على الاقتصاد العالمي،ما زاد من رفع تكلفة الإنجاز، لكن رغم ذلك فقد أكدت قطر للعرب، للأفارقة للآسيويين، وكل الدول النامية، بأنه بإمكانهم الوصول إلى مستوى الدول الغربية، بشرط العمل وفق مخطط محكم.
- قطر فرضت شروطها، لكن ما هو الشيء الذي لفت انتباهك؟
هذا الصمود القطري لم يأت من فراغ، بل بفضل عمل كبير، فقد شنت الدول الغربية حملات قوية على قطر، لكنها وقفت صامدة، في وجه الذين أردوا أن يجعلوا “المثلية” شيئا عاديا، كما سمحت أيضا للفلسطينيين ولأول مرة في تاريخهم، من ركوب الطائرة من مطار تل أبيب، وذلك للالتحاق بالدوحة، كما أن هناك شيئا مميزا أريد الحديث عنه هو لجنة التنظيم الخاصة بأي دورة، كلجنة تنظيم “الشان” في الجزائر، لكن هم شكلوا لجنة تنظيم خاصة سميت بلجنة “المشاريع والإرث” والتي تكفلت بكل المشاريع الخاصة بالمونديال، منذ 2010 والتي تتشكل من إطارات قطرية وخارجية، وسميت بـ”الإرث” لأن هذا المونديال سيخلف إرث بما أنهم سيحاولون تنظيم الألعاب الأولمبية 2034، وسينظمون دورات آسيوية، مثل كأس آسيا 2023.
- ماذا بعد هذا المونديال؟
عندما أسمع الناس تتحدث عن تنظيم هذا الحدث، سأتكلم وأقول أنني كنت حاضرا وعايشت الإنجازات وشعرت بالاعتزاز والفخر، ولا يوجد أي عربي أو مسلم لا يفخر بما حققته قطر، وتأكدنا بأن المستحيل ممكن، وقلنا لن تتوقف هنا، بل ستسعى من أجل تنظيم المزيد من الأحداث الرياضية، وفي المقدمة ستكون الألعاب الأولمبية 2034.
- الحديث عن قطر يجرنا للحديث عن ملف الجزائر لتنظيم “كان 2025” أنت كنت قد أكدت بأن ملف التنظيم قد حسم لصالح الجيران، هل كان ذلك محض تحليل أم أنها الحقيقة؟
تنظيم كان 2025 حسم حسب تواصلي وتم ترتيب كل شيء للمغرب، مع عدة أشخاص، وهذا وفق تحليل مبني على معطيات، وحسب تواصلي مع أشخاص نافذين، فإن أمر تنظيم كأس إفريقيا 2025 حسم، ليس رسميا، لكن تم ترتيب كيف سيكون التنظيم، هذا الأمر كان يحدث من قبل، وأعضاء المكتب التنفيذي، لابد أن يكونوا على دراية باسم البلد المستضيف.
- لكن العديد من المتتبعين يؤكدون أن تنظيم “الشان” سيكون منعرجا حاسما في منح الاستضافة إلى الجزائر من عدمه ما رأيك؟
تنظيم “الشان” ليس لها علاقة بـ”الكان”، حتى لو ننظم كأس إفريقيا للمحليين مثلما نظمت قطر كأس العالم، فلن نحصل على تنظيم كأس إفريقيا 2025، لأن الأمر سيكون مختلفا، بما أننا نعرف ما يحاك في الكواليس داخل أروقة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، لذلك أٌولها مرة أخرى أن تنظيم “الشان” لن يكون لديه أي علاقة بتنظيم “الكان” تماما مثلما تم منح التنظيم في 2017، 2019 و2021 من طرف رئيس الكاف آنذاك عيسى حياتو سيتم منحها مرة أخرى لدول يريدها هؤلاء.
- قضية أخرى صنعت الحدث، وهي مسألة بقاء جمال بلماضي على رأس المنتخب الوطني، أنت طالبته بالرحيل، لكن البعض يرى أنك جزء من حملة تحاك ضده ؟
ليس لدي أي مشكل مع جمال بلماضي كشخص أو كمدرب فسأبقى أشجعه بنفس القوة أو أكثر، وأتحدى كل من يقول أن بلماضي لا يتحمل جزء من المسؤولية في الإقصاء مع اللاعبين، ولم اقل أبدا جمال بلماضي فاشل مثلما يتحمل جزء من مسؤولية الإقصاء مثلما له الفضل في انجاز كاس إفريقيا 2019، وهو نفسه أكد بأنه يتحمل المسؤولية إذن فلماذا كل هذا التحامل على أي شخص يقول ذلك.
- ربما في الوقت الحالي، خاصة وأنك كنت قد ساندته بعد الإقصاء؟
لم أقلها في حينها لأننا كنا نحتاج وقتا لتضميد الجراح، وأنا لا أحد يملي علي ماذا أقول أو متى أتحدث، فقد آثرت وقتها السكون، حيث كان ذلك الوقت رمي السهام تجاه الناخب الوطني أسهل، لكنني لم أٍد ذلك، وعندما مر الوقت لم أتحدث أيضا، وكل ما في الأمر أن صحفيا سألني فأجبته، وأنا متمسك برأيي، بأنه كان على بلماضي أن يرحل بعد الإخفاق.
- ما هو الأمر في رأيك الذي يجهل بلماضي متسببا في الإقصاء؟
أنا لم أقل أنه المسؤول الوحيد، فهناك اللاعبون الذي تهاونوا في الدقائق الأخيرة، وهناك الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، وهناك حتى الإعلاميين، والجميع مسؤول، لكن بلماضي يمتلك نسبة من مسؤولية الإقصاء. وهذا أمر لا مفر من قوله، كما أن هناك أمر آخر بعد الإقصاء، ظهر على الناخب الوطني الذي سقط يبكي على أرضية الميدان، وهو أمر لم يسعدني منه، كان عليه أن يكون أكثر قوة من لاعبيه، وأن يكون هو من يواسيهم وليس العكس، لذلك أولا علينا تجاوز عقلية تقديس الأشخاص، فمن يعمل نجازيه ومن يخفق عليه ترك مكانه والانسحاب دون أي ضجة.
- ما هي المعطيات التي بنيت عليها تحاليلك؟
بلماضي تغير مقارنة بالسنة الماضية، أنا لا أقول أنه تغير للأسوأ، فحتى أنا تغيرت بالنظر للسنة الماضية، لكن أنا أتحدث دائما وفق ما أملك من معطيات، وأقول دائما أن منتخب 2019 يختلف كليا عن المنتخب الحالي.
- تبدو حزينا بعد إقصاء الخضر من المونديال؟
هذا أكيد، ولا تزال هناك غصة في قلبي من غياب الجزائر عن هذا الحدث العالمي، صحيح أن هذا الأمر يتعلق بالرياضة فقط، وهو أمر حدث حتى مع المنتخبات الكبيرة، لكنني كنت أتمنى أن أرى الجزائر في الدوحة، وأن أعلق على مبارياتها، لكن هذا هو الحال، ونتمنى أن تكون الجزائر حاضرة في المواعيد الرياضية القادمة بداية من مونديال 2026.
- نعود للحديث عن كأس العالم، كنت قد تنبأت بتتويج الأرجنتين بعد الخسارة أمام السعودية، كيف ذلك؟
كان توقعا وأمنية لي من أجل تتويج ميسي باللقب، وهو أمر يحدث معي، وربما الناس تذكرت ذلك، بما أنني أصريت على ترشيحي للأرجنتين رغم الخسارة أمام السعودية، وحول هذا الأمر سأقص عليكم قصة وقعت لي مع صديقة تعمل معي .
- تفضل حفيظ..
صديقة كانت تعمل معي قالت لي مرة، حفيظ هل يمكن أن تعرف لي الوقت الذي سأتزوج فيه، فكان ردي بأنه ليس لهذه الدرجة، ففي بعض الأحيان نتوقع أشياء تحدث وهذا أمر شائع.
- في الوقت الحالي من ترشحه لنيل جائزة الأفضل التي تقدمها “الفيفا” من بين الثلاثي ميسي، مبابي وبن زيمة؟
أعتقد أن جائزة الأفضل يجب أن تمنح لليونيل ميسي الذي قدم كل شيء في كرة القدم، فقد أغلق سجل الانجازات بتتويج باللقب الذي كان ينقصه وهو المونديال، لذلك فهو الأحق بها، أكثر من بن زيمة ومبابي.
- ماذا تقول عن العنصرية التي طغت مؤخرا في الساحة الكروية العالمية، خاصة في فرنسا، ما هي الرسالة التي توجهها لمزدوجي الجنسية حاليا؟
هذه الظاهرة موجودة منذ سنوات، خاصة في فرنسا، وذلك لا يمكن طمسه، لذلك فإن اللاعبين الجزائريين المترددين في حمل الألوان الوطنية قد تأكدوا بأن اللعب للجزائر شرف كبير، وعليهم إتباع ما يمليهم نداء القلب، لأنه في النهاية اختيار رياضي، وأفضال أوروبا عليهم كبيرة بما أنهم تكونوا هناك.
- الجزائر أطلقت إسم نيلسون مانديلا على الملعب الجديد ببراقي، هل أعجبك ذلك؟
نيلسون مانديلا زعيم إفريقي كبير، وإطلاق اسمه على احد الملاعب الجزائرية ليس وليد الصدفة، بل متعلق بالجزائر التي تعتبر دائما قبلة الثوار، وموطنهم من كافة أنحاء العالم، كما أنه شخصيا بعد نهاية فترة سجنه في جنوب إفريقيا، كانت الجزائر أول دولة يزورها، وهو شيء جميل جدا، بما أنه شخصية تاريخية محترمة، والجزائر التي بنت الكثير ولا تزال تبني.
- ملعب تيزي وزو لم يطلق عليه أي اسم ماذا تقترح؟
هناك أسماء كثيرة طرحت على هذا الملعب، ممكن أنا مع إطلاق اسم المركب على المجاهد الراحل حسين آيت أحمد، والملعب على محند شريف حناشي، لكن لكل رأيه، سواء من الجانب السياسي أو الرياضي.
- الكثير تحدث عن عودتك للجزائر، وإنشاء قناة رياضية جزائرية حقيقية، ما هو ردك؟
منذ الأسبوع الأول لمغادرة الجزائر تبدأ في التفكير في ذلك، لكنني أبدا لم أشعر بأنني غبت عن الجزائر، لكن هذا الأمر ليس بيدي، فأنا دائما مرتبط عاطفيا ببلادي، ولم لا وهو أمر غير مرتبط بي، لكن يجب التأسيس لقناة رياضية جزائرية قوية، من أجل تجاوز التحديات.
- ماذا يتذكر دراجي في صباه، وهو اليوم من بين أبرز الوجوه الإعلامية في الجزائر؟
أتذكر الكثير من الأمور، لكن عكس ما هو حاليا فان الأمور لم تكن بهذه السرعة التي نعيشها اليوم، تطور رهيب طرأ على العالم، وفقدنا معه الكثير من الأمور الجميلة، مثلا عندما كنا صغارا كنا لا نعطي أهمية للوقت كثيرا، وكنا نلعب لساعات دون كلل أو ملل عكس الوقت الحالي.
- ماذا تتوقع لسنة 2023؟
أتوقعها أن تكون السنة القادمة أحسن، وأتمنى الخير للجزائريين، وأتمنى أن تكون عندنا مشاريع وخطط لمستقبل، وأتمنى أن تتوفر الإمكانيات، ولا أقصد بالدرجة الأولى الإمكانات المادية، لأنها موجودة، وما يجب أن يتوفر هو السماح للكفاءات بنيل حقها من التأسيس للمشاريع الخاصة بها، ثم تجسيدها.
- كلمة أخيرة..
نتمنى أن تكون الجزائر دائما أحسن وأفضل بتواجد كل أولادها، وباتحاد الجميع، من أجل بناء وطن قوي، في كافة النواحي، وبمساهمة كل أبنائه سواء هنا أو في الخارج.