-
جمال نسيب الرئيس المدير العام لمجمع نسيب سياحة الجزائر ورئيس الفيديرالية الجزائرية للفندقة والإطعام السياحي
-
فتح بنك خاص للمستثمرين السياحيين سينعكس إيجابا على السياحة في بلادنا
في لقاء جمعه بمجلة الحوار الجزائرية، تحدث جمال نسيب الرئيس المدير العام لمجمع نسيب سياحة الجزائر ورئيس الفيديرالية للفندقة والاطعام السياحي، عن إطلاقه خدمات سياحية بالتقسيط، في إطار اتفاقية جمعته مع مصرف السلام. كما وجه نداءا لرئيس الجمهورية بتسهيل سبل الاستثمار السياحي في بلادنا، خاصة في الصحراء الجزائرية التي تعد قبلة السياح الأجانب والجزائريين. كما ألقى نسيب الضوء على الفيدرالية الجزائرية للفندقة والسياحة التي رأت النور في شهر سبتمبر 2022 برئاسته، مؤكدا أنها تسعى لوضع يدها في يد الدولة والحكومة الجزائرية للنهوض بالقطاع السياحي في الجزائر.
• حاورته: سهام أغوبة
- تحت شعار “نحوسوا قاع”يقترح مجمع نسيب سياحة الجزائر بالتعاون مع مصرف السلام عرضا على العائلات الجزائرية ذات الدخل الضعيف للسفر والسياحة بالتقسيط المريح. حدثونا أكثر عن هذا العرض؟
في إطار الاستثمار في السياحة الداخلية، تقدمنا كمجمع نسيب سياحة الجزائر بطلب إلى مصرف السلام في شهر جانفي 2022، حيث طرحنا فكرة “سياحتي بالتقسيط، خاصة وأن مصرف السلام كان قد أطلق قبلها “عمرتي بالتقسيط”، والحمد لله أبرم مجمع نسيب مع مصرف السلام أول اتفاقية في شهر جوان 2022، وأغتنم الفرصة لأشكر الرئيس المدير العام لمصرف السلام السيد ناصر حيدر على ثقته في مجمع نسيب سياحة الجزائر. صحيح أننا واجهنا بعض الصعوبات في الأول، خاصة ما يتعلق بالثقافة السياحية لدى بعض الجزائريين، فهم غالبا ما يبرمجون عطلهم في آخر لحظة. لكن بعد إبرام عقدنا مع مصرف السلام، أدخلنا ثقافة الادخار لدى المواطنين الراغبين في تمضية عطلهم بالتقسيط، أين يمكن لهؤلاء فتح حساب في مصرف السلام لمدة عام بمبلغ 30.000 دج، ومن خلاله نبرمج له عطلته داخل الوطن، وهنا أشير إلى أن برنامجنا هذا يصب في صميم تشجيع وإنعاش السياحة الداخلية، مع العلم أن بلادنا تحظى بمرافق سياحية معتبرة، والجزائري شخص ذواق ومحب للسفر والترفيه، لكنه غالبا ما يصطدم بمشكل الغلاء،خاصة مع كثرة الأعباء التي تقع على عاتقه، لكن من خلال برنامج “سياحتي” الذي ارتأينا إطلاقه بالتعاون مع مصرف السلام، جعلنا برنامج العطلة ممكنا وفي متناول كل العائلات الجزائرية، والحمد لله تلقينا طلبات كثيرة وتعاقدنا مع المنظمة الوطنية للجيش ومنظمة ذوي الحقوق ومع عدة شركات كبيرة لديها عقود معنا ومع مصرف السلام للترويج للسياحة الداخلية.
- كيف تقيمون موسم السياحة الصحراوية الشتوية 2022-2023؟
إذا تكلمنا بلغة الأرقام وما تروج له مواقع التواصل الاجتماعي، نقول الحمد لله فالجزائري صارت لديه ثقافة السياحة الصحراوية بشكل كبير، إلى درجة أننا واجهنا ضغطا في الطلبات و لم نتمكن من توفير أسرّة لكل السياح، خاصة في تميمون،وتمنراست وجانت، وهنا أفتح قوسا لأقول مادامت مساحة الجزائر كبيرة وتزخر بكل المقومات السياحية، وحتى نتمكن من الترويج للسياحة الداخلية وللموسم الصحراوي، أوجه ندائي إلى رئيس الجمهورية من أجل تدعيم السياحة الداخلية، خاصة الصحرواية، وتدعيم أسعار الطيران، جانت –الجزائر، تيميمون- الجزائر-تمنراست- الجزائر ،وهران- الجزائر- عنابة – الجزائر على الأقل ألا يتجاوز سعر التنقل 5000دج ذهابا وإيابا.
ونتمنى أن يرى دفتر الشروط الذي تروج له الدولة الجزائرية للمستثمرين النور قريبا. وهنا أفتح قوس ثاني لأوجه ندائي لرئيس الجمهورية كمستثمر جزائري حول قرية سياحية في “الأرهاط” بولاية تيبازة، كانت تعمل منذ 2018 وهي جاهزة ومجهزة بكل شيء وتحضى بكل التراخيص والوثائق وكانت توظف 50 عامل، ومع ذلك أحالتني الولاية والبلدية على العدالة وأنا صاحب حق.إذن كيف نتكلم عن الاستثمار والمستثمر الجزائري مازال يعاني من العراقيل ومنطقة مثل الأرهاط خالية من المرافق السياحية،يعني من جهة، المصطاف الجزائري لا يجد سريرا لتمضية عطلته الصيفية والمستثمرين يواجهون عراقيل للاستثمار في مجال السياحة،لذلك ندائي للرئيس ليحل لنا مشكل قرية “الارهاط” لمجمع نسيب سياحة الجزائر بتيبازة.
أما بالنسبة للسياح الأجانب، فنشكر رئيس الجمهورية على التسهيلات التي طالت تأشيرات الأجانب،غير أنها تبقى غير كافية، لأن الزبون الأوروبي أو الخليجي والعربي بصفة عامة سيقصد الجزائر لقضاء عطلة شتوية في الصحراء، لهذا السؤال الذي يطرح نفسه بشدة،هل نحن كمستثمرين وكأهل للقطاع مستعدين في الميدان لاستقبال السائح الأجنبي الذي له متطلباته الخاصة والكثيرة؟، لذلك أوجه نداءا لرئيس الجمهورية بدعم السفر إلى الصحراء و لحل مشكل علاء تذكرة الطائرة لأن أغلى تذكرة هي تذكرة الصحراء، خاصة وأن مشروع القطار لن يكون جاهزا اليوم أو غدا.
وندائي أيضا لوزير التجارة بالنسبة للمستثمرين الذين يريدون استيراد مستلزمات لقراهم السياحية أو فنادقهم،..كيف بإمكانهم تلبية احتياجاتهم وهم يواجهون عراقيل فيما يخص الاستيراد؟
- هل تدخل الاتفاقية التي جمعت نسيب سياحة الجزائر ومصرف السلام في مسعى إنعاش السياحة الداخلية الذي تتجه نحوه الدولة الجزائرية؟
السياحة الداخلية هي الوحيدة التي بإمكانها أن تمتص مشكل البطالة، فهي تخلق مناصب شغل كثيرة، هذا أولا، أما ثانيا فهي مصدر لإدخال العملة الصعبة وإنعاش الاقتصاد الوطني إذا فتحنا لها المجال. ما يعني أن السياحة إذا انتعشت في بلادنا سنسترجع السياح الجزائريين الذين يسافرون إلى الخارج لقضاء عطلهم ويأخذون أموالهم الى الخارج.
والحل الوحيد هو أخذ قرار سيادي لتسهيل العراقيل التي تواجه المستثمرين وفتح بنك خاص للمستثمرين، تماما كبنك الادخار والسكن الذي أنشأه رئيس الجمهورية، ففي كل الدول يتوفر بنك الاستثمار السياحي، الذي من شأنه أن ينعكس إيجابا على السياحة في بلادنا. هناك أيضا مشكل آخر يطرح بشدة ألا و هو مناطق التوسع السياحي التي يطرح فيها مشكلا كبيرا اليوم، إذ هناك عدد من المناطق لتوسع سياحي غير مستغلة، لأن المستثمر لا يستطيع أن يأخذ قطعة أرض وهي غير مجهزة، لأنه سيجد نفسه أمام عراقيل كبيرة لتجهيزها بالماء والغاز والكهرباء،وهذه كلها مسؤوليات تقع على عاتق الدولة التي عليها تجهيز مناطق الاستثمار السياحي.
- وهل ينطبق نفس عرض الدفع بالتقسيط على رحلات العمرة؟
بالفعل، العمرة بالتقسيط تدخل في اتفاقيتنا مع مصرف السلام، فقد أمضينا على الاتفاقية في جوان 2022، وبالمناسبة نطلب من مصرف السلام أن يفتح المجال أيضا أمام السياحة العلاجية الخارجية تماما كالعمرة.
- وماهي صيغة التسديد ومدته؟ وهل يتوافق مع الأحكام الشرعية؟
مدة التسديد تصل إلى 24 شهر، غير أن ال 3 أشهر التي تلي القرض معفية من السداد وبعدها يبدأ التسديد التدريجي. وحسب العلماء أن هذا القرض يتوافق مع أحكام الشريعة بنسبة مئة بالمئة وليست فيه أي شبهة ربوية وهذه الصيغة تسمى بالمرابحة.
- كيف تقيمون الإقبال على العمرة خاصة ونحن على أبواب شهر رمضان الفضيل؟
الطلبات كثيرة ولكننا نواجه مشكل أسعار الطيران الغالية، كما أننا نملك سوى خطين مباشرين فقط ولا يفيان بالغرض، لذا نتمنى فتح الخط البحري لدعم رحلات العمرة وأداء مناسك الحج، وبالتالي تنخفض أسعار العمرة والحج مباشرة.
- وهل وفق مجمع نسيب سياحة الجزائر لتلبية كل طلبات العمرة؟
الحمد لله وفقنا في ذلك لحد كبير، فمجمع نسيب سياحة الجزائر ذو خبرة كبيرة في المجال منذ 1990، سبق وأن شاركنا كثيرا في رحلات الحج والعمرة، لكن هذه المرة لم نفعل ذلك، لأننا نريد التكفل برحلات الحج بكل تفاصيلها، لأن هذا من صميم مهامنا، وناكد اننا لم نشارك ولم نسحب دفتر الشروط الخاص بالحج لهذه السنة لان الشروط التي عمل بها الديوان الوطني للعمرة والحج رغم احترامنا لها الا انو نحن كمختصين في العمرة والحج منذ 1990 لدينا نظرة أخرى وهو ان يبقي الديوان الوطني للعمرة والحج كمشرف ومراقب كما هو الحال في العمرة ونحن كخواص نشرف على كامل الخدمات من أولها لآخرها وليتنافس المتنافسون وتبقي الدولة تشرف ولا تنظم. كما نطمح أن تعطى فرصة للفيدرالية الجزائرية للفندقة والإطعام السياحي من طرف الديوان الوطني للحج والعمرة ووزارة الشؤون الدينية والأوقاف لتكون مع اللجنة لاختيار الفنادق والاطعام للحجاج نظرا للخبرة التي تمتلكها في المجال.
- أعلنتم مؤخرا عن التأسيس الرسمي للفيدرالية الجزائرية للفندقة والإطعام السياحي إلى أي مدى ستخدم هذه الهيئة قطاع السياحة؟
تأسست الفيدرالية الجزائرية للفندقة والاطعام السياحي في شهر سبتمبر 2022، والحمد لله انتخبت على رأس الفيدرالية من طرف المكتب وكل أعضاء الفيدرالية الذين اختاروا مجمع نسيب، والآن أنا حامل لمشعل رئيس الفيدرالية الجزائرية للفندقة والإطعام السياحي، وأعتبر هذا المنصب تكليفا وليس تشريفا. والشكر موصول لرئيس الجمهورية الذي فتح المجال على مصراعيه للمجتمع المدني من فيدراليات وجمعيات لتقوم بدورها.نحن هدفنا وضع يدنا في يد الدولة الجزائرية للنهوض بالقطاع وتسوية مشاكل الفنادق والمطاعم،وإيجاد حلول للقطاع الذي يتخبط في عدة مشاكل، وهذا هو دور الفيدرالية اليوم.كما لدينا برنامج خاص ب 2023، حيث سنستقبل وفودا أجنبية تربطنا بها شراكات وسنتنقل لبعض الدول الأجنبية أيضا، وهذا سيخدمنا في تطوير السياحة و الترويج لها ببلادنا.
- ما هي استراتيجيتكم من خلال هذه الفيدرالية للارتقاء بالخدمات السياحية في بلادنا إلى المستوى اللائق؟
الفيدرالية طالبت بشيء واحد، ألا وهو التكوين، لأن مشكلة التكوين في مجال الفندقة والإطعام مازالت قائمة ببلادنا، ورغم أن الجزائري بشوش بطبعه ومرحب بالأجانب، إلا أن الأمر يتعدى الابتسامة ويتطلب تكوينا حقيقيا في هذا المجال لنرتقي بالخدمات إلى المستوى اللائق.
- هل ينوي السيد جمال نسيب استغلال الفيدرالية لتجسيد استراتيجية تطوير السياحة التي تضمنها برنامج رئيس الجمهورية؟
نحن مع برنامج الرئيس الذي سطره ومع الحكومة الجزائرية، ولسنا ضد أي قرار اتخذه الرئيس، بل بالعكس نحن ندعم قراراته ونضع اليد في اليد للنهوض بالقطاع، وهذه الفيدرالية خلقت لدعم برنامج رئيس الجمهورية والحكومة الجزائرية.
- كيف ترون مستقبل السياحة في بلادنا وماذا عن مستقبل المجلس الأعلى للسياحة؟
مستقبل السياحة بيد أبنائها ولن تكون بيد أناس دخلاء لا علاقة لهم بقطاع السياحة، لأن ذلك سيتعبنا ويضرنا، القطاع لن ينهض إلا بسواعد أبنائه وأنا أرى بأنه يجب إعطاء الفرصة لأبناء القطاع للنهوض به ومع ان مجلس الأعلى للسياحة هو في ايطار التنظيم أتمنى ان يكون رئيسه ابن القطاع وله خبرة في الميدان و من الاحسن ان يكون متحصل على شهادات عليا خاصة في ميدان السياحة.
- كلمة أخيرة للسيد جمال نسيب؟
أشكر طاقم مجلة الحوار والرئيس المدير العام السيد محمد يعقوبي على دعمه للسياحة، وأتمنى الازدهار أكثر لبلادنا وللقطاع السياحي، وخاصة الجنوب الجزائري، الذي مازال يحتاج إلى قرى سياحية 5 نجوم، لأن السائح يبحث عن الخدمات الراقية والراحة سواء أكان السائح جزائريا أو أجنبيا، وأتمنى الاستمرارية لرئيس الجمهورية من خلال عهدة جديدة لضمان استقرار بلادنا وأمنها وازدهارها.